التصميم وحده لا يكفي بل نحتاج الى الابداع

عندما يجتمع الشكل بالوظيفة تحلو التكنولوجيا والحداثة عندما يتعلق الأمر بالديكور الداخلي، فإن أي بيت مهما كان طراز ديكوره الداخلي، يحتاج إلى مجموعة من الأجهزة والآلات وقطع الأثاث الحديثة التي تغني حياته وتسهلها، سواء كانت هذه الاجهزة لإعداد القهوة والشاي أو لصنع العصائر والحلويات، او كرسيا يرتاح فيه بعد عناء يوم طويل، وما شابهها من أمور. صحيح ان بعضها يكون في حكم الكماليات، لكن منها ايضا ما يكون ضروريا بحيث نستعمله بشكل دائم. وسواء كان هذا أو ذاك، فإنه من المتوقع لهذه الأجهزة والقطع أن يكون لها شكل خاص حتى تتماشى مع المكان وتضفي عليه التميز. لكن المهم فيها أيضا ان تجمع بين التصميم الجميل وأن تتوفر على تكنولوجيا مفهومة وسهلة التعامل معها وليس العكس، لأن الهدف منها ان نتمكن من استعمالها دون تعليمات، إن أمكن، وهو إنجاز يسميه محللو شؤون الصناعة بالاستخدام البديهي. يقول بيتر كنوب، وهو مصمم صناعي من بلدة شييرن بولاية بافاريا جنوبي ألمانيا ان «التصميم السيئ يعني أنه لم يتم إعطاء أولوية قصوى كافية لاقتصاديات العلاقة بين العمل والعامل والبيئة». ويستدل على هذا بنماذج يعتبرها ذات تصميم سيئ مثل الهواتف المحمولة ذات الأزرار البالغة الصغر وغلايات الشاي الجميلة التي يواجه مستعملوها خطر التعرض للحرق عند الإمساك بها وهي ساخنة، وهذه كلها امور تضايق المستهلك ولا تفيد المصمم على المدى البعيد، هذا عدا عن الكراسي التي قد يكون شكلها حديثا وفي منتهى الجمال، لكنه يسبب آلام الظهر بمجرد الجلوس عليه، وهكذا. ولأن أغلبية الناس اصبحت تفرق بين ما هو جيد وبين ما هو صرعات تنتهي بسرعة، فإنها لم تعد تفكر في اقتناء قطع مميزة من ناحية الشكل فحسب، بل اصبحت تهتم بأن يكون التصميم ايضا وظيفيا وسهل الاستخدام. صحيح ان التعبئة أو التغليف الجميل يؤثران ويغريان، لكننا في الأخير لم نعد ننقاد وراء المظهر وحده على حساب الجيد والعملي. والتحدي الذي يواجه المصممين حاليا هو الجمع بين الشكل والوظيفة لمخاطبة شرائح اكبر من الزبائن. وهذا ما يشير إليه أوليفر شميت من بوليتور، وهي شركة بحوث اتجاهات في برلين، بقوله إن التصميم الفني والمميز، فقد صورته النخبوية وأن «التركيز على الشكل ليس قصرا على منتجات المصممين ذات الأسعار العالية، وإنما يمكن لنفس الأفكار أن تنطبق على أشياء موجهة للعامة وبأسعار معقولة، مثل تلك المطروحة في محلات (السوبر ماركت) مثلا». ما لا يختلف عليه اثنان ان التصميم الأنيق يمكن أن يجعل الحياة اليومية أجمل، فرغم أن اتجاهات الموضة ليست مهمة عند شراء غلاية شاي أو آلة إعداد قهوة، إلا أن المصنعين لا يمكنهم التغاضي عن الشكل ما دام يترافق مع التكنولوجيا المتطورة وعناصر السلامة والأمان، خصوصا وأن المنافسة على أشدها في هذا المجال بين الشركات المصنعة. يقول كنوب: «الشركات بحاجة إلى صورة مميزة للشكل الخارجي. فلا يكفي اليوم التركيز على الوظيفة وحدها حتى ولو لم تكن هناك منافسة، والعكس ايضا صحيح فالوظيفي مهم». ويشير إلى أن الاسم التجاري المشهور لم يعد وحده يكفي للترويج للمنتج، الذي اصبح من الضروري ان يجمع بين المظهر والجوهر، من منطلق ان التصميم عامل مهم في التواصل وهذا ينطبق على أي سلعة أو بضاعة سواء تعلق الأمر بموضة الأزياء والحقائب وأجهزة الكمبيوتر والغسالات والأرائك. وفي هذا الصدد ايضا يقول فيردناند ألكسندر من شركة «بورش» العالمية أن التصميم والعملية وجهان لعملة واحدة، وحسب قوله: «يكفي التفكير في الغرض المطلوب من القطعة والعمل الذي ستقوم به لنتخيل الشكل». بعبارة أخرى فإن العملية تحدد اناقة التصميم، وكل قطعة ديكور، مثل السيارة تماما، يجب ان تخضع لمعايير العملية والتكنولوجيا فضلا عن الفخامة واناقة التصميم. وبالنتيجة فإن تطوير أي منتج جديد، مهما كان، يحتاج إلى ثلاثة عناصر مهمة هي التصميم والهندسة التقنية ثم التسويق، وبالتالي يجب اختبار جميع السلع بدقة قبل دخولها حيز الإنتاج. فكما في شركة «بورش» العالمية، يوجد في شركة «سيمنس» مثلا أكثر من مئة شخص مختص لاختبار المنتجات الجديدة ويجري إعداد قوائم بالمشكلات من واقع ما يتوفر لديهم من معلومات. وتطرح «دبليو إم إف» ايضا منتجاتها المصنعة يدويا لاختبارات ميدانية تستمر ثلاثة أشهر حتى يكون المنتج بشكل جذاب يكمل أي بيت مهما كان ديكوره، عصريا او كلاسيكيا، وسهل الاستخدام والتنظيف وغير قابل للتكسر والتلف بسهولة.


التعليقات
تصنيفات المقالات