الليلة الأخيرة للعروس السعودة ليلة الحناء ليلة لها ميزة خاصة

ليلة الحناء ليلة لها ميزة خاصة، عُرفت في كثير من المناطق والبلاد، وارتبطت بتراث الشعوب وتناقلتها الأجيال، وتختلف من منطقة لأخرى من حيث التسمية والتجهيزات واللباس وأمور أخرى، وتسمى في منطقة الحجاز بليلة الغمرة. ويعود سبب التسمية «الغمرة» الى أن العروس تغمر نفسها بلباس واسع فضفاض، يغطيها الذهب من رأسها الى أخمص القدمين، حتى لا يظهر شيء منها أمام الحاضرات، ويقتصر الحفل على أهل العروس والعريس من الدرجة الأولى إلى جانب صديقات العروس المقربات. هذه الليلة تثير مشاعر متباينة لدى العروس، فهي الليلة الأخيرة التي تنام فيها في بيت أهلها، لذلك تتضمن احتفالات خاصة وطقوسا كانت قد اختفت منذ سنوات من معظم الأفراح قبل ان تعود في شكل جديد. بل يمكن القول ان هذه الليلة أصبحت تلقى اهتماما من العروسين لا يقل عن اهتمامهما بليلة الزفاف من حيث الملابس المزركشة والموسيقى والأغاني والفرحة بالأقارب والأصدقاء المدعوين للمشاركة في هذه الليلة الحميمة. تقول الخالة صالحة عبد الباسط وهي في العقد الخامس من عمرها «تزف العروس من قبل عماتها وخالاتها والأقارب على الرقص ودق الدفوف والمديح، فكانوا يرددون «عروستي يا شمعدان فوق دكة نورك يكشح على أهل مكة، عروستي قومي محلى قيامك والموز لحمك والمشبك قيامك، ويلو يم العروسة الله يتم سرورك ويلو ليلة سعيدة والحبايب يجوكي». بعدها ينتقلون لمدح العريس رغم أن الليلة للنساء فقط وفي بيت العروس يرددن «عريسنا وأيش دعيت في صلاتك جاتك عروسة من الحور جاتك، ويلو عريسنا وأيش دعيت يوم صليت، ويلو جاتك عروسة على ما تمنيت» ويرددنها حتى منتصف الليل. وتستغل الحاضرات من الأهل المناسبة لتقديم الهدايا الخاصة للعروس أمام الجميع. وعادة ما تكون عبارة عن أطقم من الذهب أو من العطور القيمة. كما تقدم أم العروس في هذه الليلة هدايا لجميع المدعوات تعرف «بالتفاسير» تتمثل في أكياس من الحناء وعطور وكحل وحلوى في علب فاخرة، ويتم مد مائدة الطعام المكون من المعمول الكبير ويسمى قديما «العروس» والتعتيمة وهي عبارة عن مجموعة من الأطباق الحجازية المتعارف عليها كاللبنة والهريسة وحلاوة لدو والشريكة والزيتون والمربى بأنواعها بجانب الذبائح. وتضيف الخالة صالحة «كانت العروس ترتدي زيا عبارة عن سروال طويل مطرز من الأسفل باللون الذهبي، وعليه ثوب من قماش الساتان السادة بتطريز على الأكمام، توضع عليه قطعة ذهبية مطرزة، ويغطى الرأس بالمنديل ويضع عليه الهامة والبرقع المرصع بالجنيهات فيما تتزين بقلادات من ذهب». وفي الوقت الذي لا يزال فيه البعض متمسكا بالقديم، هناك من أدخلوا تغييرات على هذه الاحتفالات، حيث تقام الغمرة قبل موعد الزواج بأسبوع أو ثلاثة أيام، وآخرون يقيمونها يوم الزواج حتى تزف العروس وهي ترتدي زيها أطول وقت ممكن قبل ان تغيره لترتدي فستان الزفاف. تقول سعاد الوزاني المسؤولة عن محل شهرزاد للزفات المغربية وكوشات الأفراح وتجهيز العرائس «تختلف طباع وأذواق الغمرة حسب متطلبات العروس. فهناك من يطلب الغمرة حسب أزياء المنطقة نفسها، إذ قد تكون على سبيل المثال، محاريد أو دراعة كما هناك من يفضل الزي التقليدي المغربي أو الهندي وتقوم العروس بتغطية وجهها بالبرقع المزين بحبات اللؤلؤ أو جنيهات الفضة حتى لا يرى أحدهم وجهها إلا يوم زفافها». وعن طابع الغمرة المغربية وتجهيزاتها تقول الوزاني: «ترتدي العروس أكثر من فستان في هذا اليوم، حسب الطلب وعادة ما ترتدي ما يعرف بالقفطان، وهو مكون من قطعتين يشده حزام مطرز بالخيط والقصب وغالبا ما يكون الزي باللون الأخضر أو السكري، ويغطى الوجه بقطعة أشبه بالبرقع المرصع بحبات اللؤلؤ. وتزف العروس على نغمات الزفة المغربية أو بعض الأغاني المغربية، سواء خلال جلوسها فوق الكوشة وتسمى الهودج، ويوزع على المدعوات الحلويات المغربية، من أبرزها كعب غزال والكعك والبريوات المعدة من عجين اللوز ويزيد من لذتها ماء الزهر والقرفة والمسكة». وحول الغمرة ذات الطابع الهندي تقول لانا زيات إحدى المختصات بتجهيز العرائس: «يتكون زي العروس من اللباس الهندي الفاخر، سواء كان بنجابيا مطرزا أو ساري وهو الذي يحتوي على تطريزات جميلة وبألوان رائعة وأكثرها شهرة اللون الأحمر بدرجاته ويغلب على طابع الليلة الطابع الهندي فتزين الكوشة بالطراز الهندي وتزين بورد الفل والورد البرتقالي الذي ارتبط بالحضرة الهندية وثقافتها، بالإضافة إلى إدخال بعض المأكولات الهندية على مائدة العشاء». وتضيف لانا «تختلف ظروف الأسر المالية، فالبعض يستطيع شراء تجهيزات الغمرة من الألف إلى الياء والبعض الآخر يحصل عليها من أماكن متخصصة تقوم بتأجيرها أو سيدات متخصصات يقمن بتأجيرها وهناك من يقوم بالاحتفال بمنزله وتجهيزه وهناك من يقوم باستئجار القاعات الخاصة بالاحتفال».


التعليقات
تصنيفات المقالات